الشيطان يحيى في التفاصيل
جهاد بكورة
بسم الله الرحمن الرحيم
"الشيطان يحيى في التفاصيل
المقولات غذاء الفكر ولها تأثير السحر
،المقولات قد تغير مسار حياتك للأفضل أو للأسوء. لقد حالت هذه المقولة دون إبداعي لأكثر من عشرين عامًا، فكلما اهتممت بالتفاصيل، أشعر أنني أقوم بخطأ، أو أنني أتبع الشيطان، مما أثار قلقي. وظننت أن من يهتم بالتفاصيل كذلك هو على خطأ. ولكن، كيف نصل إلى الإتقان دون الاهتمام بالتفاصيل؟ فهمت أخيرًا أن تلك المقولة كانت مضللة، حيث جعلتنا نهتم بالصورة العامة فقط، مما جعل إبداعاتنا هشة وغير مؤسسة جيدًا. لهذا، قررت التركيز على التفاصيل لتحقيق الاتقان في عملي. وبعد أن قدمت بعض أعمالي، سُئلت في لقاء عن اهتمامي الشديد بالتفاصيل وعن المقولة المتعلقة بالشيطان، فأجبت قائلاً: نعم، كان الشيطان يحيى في التفاصيل، قبل أن أطرده منها.
جهاد بكورة
رؤية في مستقبل الساعات اليدوية الفاخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية في مستقبل صناعة الساعات اليدوية الفاخرة
الإنجازات البشرية والتطور التكنولوجي يلفتان دائمًا انتباهنا ويثيران إعجابنا. سواء كان ذلك من خلال فارس يجعل حصانه يقفز فوق حاجز مرتفع، أم من خلال إطلاق صاروخ نحو الفضاء. هذه الأحداث تشهد للإمكانيات البشرية وتوضح قدرتنا على تحقيق المستحيل
عندما يقفز الحصان فوق الحاجز المرتفع، نرى في هذا الفارس الشجاعة والإصرار، ونشعر بالإعجاب لقدرة الحصان وتنسيقه. الحاضرون يصفقون تقديرًا وإعجابًا، فهذه لحظة فريدة تدمج بين مهارة الفارس وبديهية الحصان
وعندما يُطلق صاروخ نحو الفضاء، نتذكر العقول التي عملت وراء هذا الإنجاز. الصفقات هنا ليست للصاروخ فحسب، ولكن للعلم والتقنية والجهود المبذولة. إنه اختراع يفتح أبوابًا نحو عوالم جديدة ويشعر الناس بفخر واعتزاز
وبالمثل، عندما يعدو العداء مسافة 100 متر في 10 ثواني، نُدهش من قوة الإرادة والتحدي. ولكن عندما تقطع السيارة نفس المسافة في 3 ثواني فقط، نكون قد شهدنا مثالًا آخر على تقدم التكنولوجيا
وتدريب بغبغاء على كلمات يقولها يشعرنا بنفس المشاعر حين نجد جهاز فيه كل الكلمات الموجودة في العالم وبجميع اللغات. السر في التوازن بين صناعة القيم وقيمة الصناعة، فهم سيبقون بمحاذاة بعضهم البعض ما دامت البشرية تسعى للتقدم في الصناعة الإبداعية والتطور التكنولوجي. فخالقنا هو خالق الطبيعة وما نخلقه نحن هو من الطبيعة، وهناك ملايين الأمثلة على ذلك
وعلى ذلك، فإن صناعة ساعة فاخرة تغمز كل خمس ثواني تُصنع يدويًا دون بطارية تشعرنا بنفس الإحساس عندما نرى ساعة فيها أحدث خدمات التكنولوجيا، فكلاهما يحرك مشاعرنا ويستحقان البقاء. الأولى تصبح صديقة لنا، والأخرى تكون موظفة تخدمنا ولكل منهما وقت وحاجة ... سواء كانت الإنجازات نتيجة للقدرة البشرية أو التطور التكنولوجي، فهي تجعلنا نقف بإعجاب وتقدير. هذه اللحظات تُظهر لنا أن الإمكانيات لا حدود لها، وأن البشرية دائمًا في تطور وتقدم. فكلاهما يستحق البقاء ما دامت البشرية والتعايش معهما يزيد متعتنا... إيادي التكنولوجيا لن تستطيع إلغاء إيادي صانعيها، فأيدي الذين صنعوا التكنولوجيا حركها العقل
..والأيدي التي صنعت الإبداع حركتها الأحساس
الملامسة و المزامنة
وهنا التوازن الحقيقي للإنسان، فعقل دون إحساس مدمر، وإحساس دون عقل مدمر، والروعة في وجودهما معًا
الوقت يغلق ويفتح
.جهاد بكورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت يغلق ويفتح
الوقت له القدرة على الغلق والافتتاح. كأي كائن آخر، يحمل الوقت طاقات داخلية ورسالة يسعى لتقديمها. عند الجلوس مع شخص وبدء الحديث معه بانتقاده، يستمع إليك وسرعان ما تنطلق داخله صفارة الإنذار، مستخدمًا طاقته لغلق المسارات التي تؤدي إلى أحاسيسه. ولكن، عند التعامل معه باحترام، تبدأ نغمات موسيقى الفخر في داخله، يسعى لنقلها لأحاسيسه بسرور، وهكذا يفتح أمامك وتتمكن من التفاعل معه بعمق أكبر. المدة في الحالتين نفسها، لكن النتائج تختلف بشكل كبير. هذا الموقف يمكن مقارنته بالوقت؛ فإذا تم إهماله وتضييعه، فهو لا يتغير، ويغلق أمامك ويضع لك العقبات ولا يدلك على الكنوز التي تبحث عنها، مما يؤخرك عن أكتشافها أو يمنعك من اكتشافها. ولكن، عند تقديره وفهم قيمته وعدم هدره، يكشف لك عن طاقاته ويسخرها لك فتصبح دليلا لك في عالمه، مرحبًا بك كضيف عالي الأهمية، ويكشف لك عن مواقع كنوزه التي تبحث عنها، مما يمكنك من إتمام الكثير في فترة قياسية- ما يطلق عليه البعض "بركة الوقت". في بعض الأوقات نشعر أن المدة كانت طويلة ولكننا لم نقم بأي شيء، وفي أحيان أخرى نشعر أننا قد أنجزنا الكثير في فترة قياسية.
تقديرك للأشياء هو وسيلتك للوصول الى ماتريد وبالسرعة التي تريد